لعلّ ذلك الولع بالروايات، و متعة الغوص في دوامة الحكبة من مختلف الألوان الأدبية و الفكرية، يكون نابع من رؤية القارئ لنفسه في طيّ الصفحات، و كأنه يقرأ في مرآة.
لا لا، لم أقصد روايات الدراما و قصص العشق المجردّة من أي حس فكري.
و إن كنت لا أمانع الاطلّاع على كلاسيكيات الادب الرومانسي لأسباب تبقى أهمها الهرب من قسوة الواقع، و معرفة أسرار الكتابة و البيان.
إنني و من بين الكتب التي استمتعت بقرائتها، لم أجدني أقرأ في مرآة تعكس من أنا، إلّا و كان الحديث - بالنسبة لي - عن أحد هؤلاء؛ دوستويفسكي، سول بيلو، كامو، كافكا. هل أسحب ورقة الفائز ؟ لا سوف أختار كافكا قطعا، و أتحدث عن آخر رواية قرأتها له " المحاكمة ".
إنها رواية أصلية الفكرة، حبكة كابوسية يخيم عليها السواد حيث لا يكاد القارئ ينهي الفصل الثاني من احتى يدرك أنّ بطل القصّة يرمز إلى الإنسان في هذا العالم القاسي.
جوزيف ك. موضّف سامي في أحد الابناك التشيكية، يستفيق في أحد الايام في غرفته جائعا، كي يفطر بخبر مفاده أنّه رهن الإعتقال، لا هو يعلم التهمة، و لا القارئ. صديقنا المُتهم، يقضي جلّ فصول الرواية في متاهة عبثية لا تنتهي وسط المدينة من البحث عن المحامي، و القاضي و المحامي الثاني، يضطر جوزيف تحت الضغط أن يسابق الزمن يخيط دروب المدينة و البنايات و قصور العدالة ذات الدهاليز و الغرف اللامنتهية. يقضي جوزيف سنة كاملة في البحث عن النهاية و المخرج كي ينعتق من عذاب البحث في الضلام. كي تنتهي قصتّه بحدث قد يبدو   غير مُتوقّع، و لكن كافكا قد جعلنا نفهم تلك النهاية من خلال رؤية وجوهنا في الفصل الأخير.
Eddie pacer 

Comments

Popular posts from this blog