Posts

Image
لا أتذكّر إن كنت في سن السابعة أو الثامنة ، لكنّي أسترجع حين كُنت في ذلك اليوم الصيفي أرتدي سروال أزرق قصير و قميص أبيض ، أجلس في الصف الاول و قدماي لا تلامسان الارض .  فألعب بهما بينما أركزّ نظري على المعلّمة وهي مُنشغلة في المطالعة على مكتبها . كانت كعادتها تبدو مِثال في الاناقة و الهيبة اللائقة بمعلمّة يتلعثم في حضرتها المدير نفسه .   كُنت في ذهني أرتبّ الكلمات التي سأقول لها قبل أن أقف و أمشي في خجل كبير نحوها .  رفٓعت هي رأسها بعدما سمعٓت خُطاي و ابتسمٓت لي .  عيون التلاميذ تحملق متطلعّة لتعرف ما سأقول .  اقتربتُ منها ، و نظٓرتُ إلى وجنتيها فكانتا محمرّتين في غاية الجمال ، لذٓعتني رائحة عطرها فارتبكتُ بعض الشيئ ثم همست في أُذنها ببرائة الأطفال : ' خالي محمد جا عندنا من إطاليا ، فالصباح كيقول لي بونجورنو '   ردّت عليّ بابتسامة عريضة و سألتني إن كُنت أحب خالي فأجبتُ نعم و أنّه يجلب لي في كل مرة الكثير من الألعاب
Image
جعلتُ المنشفة على كتفي ، ووقفتُ عِند باب الحمّام مرتديا .. لا لم أكن أرتدي أي شيئ . وقفتُ أفكرّ إن كان الوقت قد حان لزيارة الطبيب ، و أحكي له عن نوبات الرهاب التي أخدٓت تنتابني . لقد صِرت أخاف من كل شيئ حولي . جهاز الراديو ، النافذة ، الصّور المعلّقة ، الأزهار ، تمثال القط .. كلّ هذه الأشياء تدبّ فيها الحياة فجأة و تصير ذات أعين تراقبني ، و أسمع أصواتها تتحدث داخل رأسي فأريد أن أُجّن !  لم يكن يجب أن أتذكر هذا الآن .  قررّتُ إذن تأجيل الحمام .   أخدتُ نفٓسا عميقا و عُدت إلى الصالون . كانت الإنارة خفيفة ، الفونوغراف مازال يدّور أسطوانة لأغاني غجرية لا أفهمها . أخدت من على منضدة المدفئة قنينة ويسكي فصببت كأسا صغيرا . و جلستُ غارقا في الأريكة الجلدية ، و رُحت أشرب و أنظر من حولي في ترقّب . كلّ شيئ في مكانه الآن . سيُستبدل الأتاث بنُسخة منه ! سوف أبدأ بسماع تلك الأصوات ! لا لن أفكر في هذا . الطبيب ؟ سيقول أنّ حالتي النفسية قد