Posts

Showing posts from March, 2017
Image
يُعتبر مساء الجُمعة عند الإنجليز بمثابة فُرصة لا يُمكن تفويتها للثمالة و شُرب غالونات من الجعة ، يجب اعتبار الجمعة عيد الشراب هنا.. على أيّ فقد عرض عليّ قبل قليل أحد الزبناء كأس غينيس حيث يُصادف اليوم عيد إيرلندي معروف يستهلك فيه النَّاس هذه البيرة كثيرا .  جلستُ أقابل الرجل ، فطوّقت يدّي حول كأسي البارد و أخدت أمعن النظر فيه و سرحت ببالي إلى البعيد لمدّة طويلة ، فسألني جونثان مرتّين :  ' ما المُضحك ؟  ' . رفعتُ رأسي و أجبته أنها قصة قديمة عن كرٓم الناس يوم الجُمعة . فأصرّ الرجل ان أحكيها له ففعلتُ دون تردد :   ذات يوم في حيّنا ، كان نَفَر من البنّاؤون يغسلون أيديهم بمرح حذاة بُقعة مستطيلة من الإسمنت . توقّفت بجانبهم سيّارة ' فولسفاكن جيطا 'رمادية ، و نزل من عليها رجل قصير القامة و في يديه قصرية كسكس مُنبعثة البُخار .  و ما إن همّوا بالجلوس و عينيهم على القصرية ، حتّى سمعوا صوت ارتطام شيئ صلب بحائط منزل مجاور ، فوقف نصفهم مُندهشا يبحث عن مصدر الصوت، فيما جلس النصف الآخر يُحملق باستغراب .  قنّينة زيت بلاستيكية  كبيرة سقطت من السماء ؟ لا انتظر ، فقد تناهى
Image
البار مغمور ب لون الغُروب ، انا باقي واقف مور الكونطوار ، الخدمة قليلة و الملل كثير ، الصوت الوحيد هو ديال غيتار بيبي-كينغ كيجبّد فالبلوز.. طلّيت على الشارع من الشرجم.. لقيت الشارع غريب ، الفراغ و الحرارة ، حسّيت براسي فشي حُلم ، لكن بقيت كنطّل .. واحد الزعرا جاية بشوية فوق بيكالا انجليزية ، كتشوف على جهة ليمن الديور الفيكتورية و الورود المعلقّة فوق الشراجم ، كتشوف على ليسر و تلقى نفس المنظر . قلت مع راسي هممم شي سائحة هادي.. منين زادت قرّبات ، شافت البار ديالنا، بانت مترددة فالاول ، لكنها حبست ، حيدّات نضاضر الشمس ، علّات عينيها و قرات اسم البار ، ثم حطّت البيكالا حدا الباب و دخلت . كانت لابسة كسوة بيضا مورّدة بلون ازرق بان متناسق مع عينيها ، عندها ملامح جمال إسباني .. معلّقة كاميرا قديمة ، و اكتافها كيبانو حومر بالشمس . فالاول شافت الديكور لداخل ، قرّبات للورد حدى الشرجم و قاستو ، ثم شافت فالحيط صورة أثرية لجريدة ' ديلي مايل ' فيها خبر تنصيب إليزابيث الثانية ملكة على بريطانيا ، خدات الكاميرا و صوّرات الجريدة . بقيت متبعهّا بإعجاب ، حتى مشات لأق
Image
تقول آيمي واينهاوس في رائعتها ريهاب : لا أريد الشرب مجددا أنا فقط بحاجة إلى صديق. و تقول كذلك في نفس الأغنية : سأفقد حبيبي ولذلك أُبقي القنينة دائماً بجانبي.. يقول بوشعيب الزياني في أغنية الروج فالمالا : خلّيوني نسكر نموت و لا نعيش، على صاحبتي اللي ما بغاتنيش.. و أمّا إسفرادسكي فيقول: لا أشرب الويسكي لأنّي أحبّه ( العُمق ) و طبعا لو كُنت شاعرا أو كاتب أغاني لكان أحدهم الآن يكتب سطاتو عنّي في كون موازي، من يدري..  نعم و بمنطق الأكوان الموازية فقد أكون حاليا أكنس باب أحد القلاع في زمن الخلافة ، لأمبراطورية يهابها العالم.. و قد أكون أنا هو الخليفة مستلقيا على زرابي الأتراك المزركشة ، مُحاطا بالحريم من كل جانب ، نصفهنّ تحت دراعي ، و نصفهنّ الآخر يرقصن نصف عاريات . الجواهر تكسو عنقي و الشعراء يلقون على عظمتي أجمل القصائد ، و في آخر الردهة على البساط يعزف فنّان شامي على العود أعذب المقامات الأندلسية ، و النسيم يحمل بعناية رائحة السوسن ، فتنتعش ذاتي من حدائق القصر. غير أنّي في ذلك الزمكان ، لم أنتبه أن زركشة الزرابي المفروشة تحت  قدماي ، إنمّا هي في الحقيقة لغة مُشفرّة لا
Image
عن قصّة موسى و الراعي ، عن كتاب '  الكفر الحلو ' ، عن رواية قواعد العشق الأربعون . أنقل لكم من الصفحة ٨٠ في أحد الأيام كان موسى يسير في الجِبال وحيداً عندما رأى من بعيد راعياً. كان الرجل جاثياً على ركبتيه، ويداه ممدودتين نحو السماء يُصلّي "يا إلهي الحبيب، إني أحبّك أكثر مما قد تعرف. سأفعل أيّ شيء من أجلك، فقط قل لي ماذا تريد. حتى لو طلبت مني أن أذبح من أجلك أسمن خروف في قطيعي، فلن أتردد في عمل ذلك. أشويه، وأضع دهن إليته في الرزّ ليصبح لذيذاً" اقترب موسى من الراعي، لينصت إليه أكثر "ثم سأغسل قدميك وأنظّف أذنيك وأفلِّيك من القمل. هكذا أحبّك" عندما سمع موسى ذلك، صاح مقاطعاً الراعي وقال: "توقف أيها الرجل الجاهل! ماذا تظن نفسك فاعلاً؟ هل تظن أن الله يأكل الرزّ؟ هل تظن أن لله قدمين لكي تغسلهما؟ هذه ليست صلاة. هذا كفر محض" كرر الراعي الذي أحسّ بالذهول والخجل اعتذاره، ووعده بأن يصلي كما يصلي الأتقياء. فعلمه موسى الصلاة في عصر ذلك اليوم. ثم مضى في طريقه راضياً عن نفسه كلّ الرضا لكن في تلك الليلة، سمع موسى صوتاً. كان صوت الله "ماذا فعلت يا موسى؟