ليلى

خرجت للبالكون خمسة دقايق نتكيّف كارو، كنشوف بعيد فهاد الغابة ديال الاسمنت و الطوب، شفت الشارع لتحت، واحد الطوموبيل باش تدور طلعات فوق الطروطوار و عفسات على جوج وردات ناضو بين الشقوق ديال السيما. مول هاد الطوموبيل كنعرفو من المغرب، صدّق أو لا تصدِّق كنت شريت من عندو مسجلّة فجوطيّة سيدي سليمان. كنت كنستعملها غير على الراديو، و عمرّني سمعت لواحد الشريط كان فيها، حتى بالصدفة طلقتو بالليل كنت بوحدي فالحي الجامعي، كان فيه تسجيل ديال بنت كتهضر على مول الطاكسي و الضرب..
عاودت الشريط من الأول و بديت نسمع :


' الصهد كيطنطن و الشمس وصلات لوسط السما مع الثمنية د الصباح، الصيف فالمغرب يتحدّى قوانين الطبيعة. الكلاب ديال الفيرمة كينبحو، الصداع ديال السوق و مالّين الديطاي داخل من الشرجم ما يخلّيك حد تنعس.
مشيت للحمّام كنغسل وجهي لقيت الما مقطوع، هزّيت عيني فالمراية بانتلي الضربة فجبهتي ديال خويا لبارح تنفخات و بدات تزراق، المكياج مازال على وجهي و راسي كيحرقني.
درت فاصمة على الضربة، لبست الزيف و دخلت لبيتي صَلّيت الصبح غير بالتيمّم، بست القرآن و حطّيتو حدى صورة بابا الله يرحمو.
جلست على الزربية مربّعة رجلي، جمعت شعري بستيلو و طلقت الأغنية ديال بستنّاك، خديت التيليفون بين يدّي و سيفطت ميساج لصحبتي باش تجي عندي نلقا حل لهاد الموصيبة اللي طحت فيها لبارح.
الحرارة فاتت ربعين، و الكلاب شحفو من النباح، جبهتي كتحرقني و خويا قرّب يفيق مغاديش يلقا الفطور غادي يكمِّل عليّا، الما مكاينش باش غادي ندير ليه آتاي ؟
صحبتي كتتسناني برّا حيت الحمار ديال خويا كيتبسّل عليها مقدراتش تدخل، لبست جلابيتي و خرجت عندها، حلّيت الباب و ضربتني الشمس لعيني بحال الموس، خداتني فدوى من يدّي و قالت" يالاه نمشيو ". فالطريق وسط السوق و الكرارص و ريحة البهايم و الخضرة كان الصداع و الدراري كلشي:  ها ختي النمرة ها الزين منعرف شنو.
 انا كنقطر بالعرق، وجهي مضروب و معرفتش شنو عجب بنادم فيّا..
فتنا الحومة و دخلنا لحي السلام، طلعات فدوى لدارهم تجيب شي فلوس، دخلت معاها للدار دوّشت، بَدَّلنا حوايجنا، خدينا طاكسي و مشينا لقهوة تاغازورت باش نجلسو نحلّو المشكل.
المنظر كيطّل على البحر ازرق، يكفي تشوف هاد المشهد تنسى كلشي، هاد المقهى كبير و فيه الناس نقيين و النخيل كيضلل على الجميع، الجو بارد وحسّيت براسي لأول مرة هاد النهار أني إنسان، لو كانت عندي الفلوس بحال فدوى كون راني كل نهار هنا.
- دبا عاوديلي من الأول، قالت فدوى و هي كيتلعب بكاس العصير.
- البارح منين خرجنا البواط، ركبت انا وياك فالطاكسي..
- هاد الشي عاقلة عليه، منين نزلت أنا فدارنا و بقيتي معاه انتي شنو وقع ؟
- منين قَرّبْنا نوصلو للحومة بديت كنحيّد حوايجي بغيت نلبس الجلابة، قلت مع راسي الثلاتة د الصباح هادي و مالين طاكسيات كيعرفو هاد الشي.
ولكن هو حبس الطوموبيل فالدخلة ديال السوق و لصقني نمشي معاه و انا مبغيتش، بديت كنغوّت و نضرب فالباب و هو بدا كيتهدد راني غادي نضرب مك غادي تسكتي و لا.. شافنا حميد مول البيّار مع صحابو جاو كيجريو هرّسو الشرجم خرّجوني من الطوموبيل، قتلو الشيفور بالعصا خداو ليه الفلوس، مشا هربان كولو دم كيحلف حتى يدّينا للحبس كاملين. أنا كان شادني حميد من يدّي و داني للدار و انا كنرغبو ما يقول والو لخويا.
و لكن ريحت الشراب كانت عاطيا منّي و قالولي ولاد الدرب راني مشوّهاهم و زدت فيه.
منين وصلنا للدار، خويا سمعني من لداخل و ماما كانت غادية للخدمة شفتها من الشرجم كتبوس ليه راسو و تقولو بلا فضيحة.
رماني حميد على الباب و طحت على العتبة، خويا فتح الباب جرني من شعري حتى وقفت و ضربني براسو لجبهتي و طحت كنبكي.
جبدت باكية د الكارو و رميتها على وجهو، قلتلو هاد الصحة اللي عاجباك سير خدم بيها.

- و صافي صافي باراكة من البكا هاد الشي راه كيتّنسى، هانتي ها هما طلقو أغنية بستنّاك اللي كتعجبك ههه.

فدوى جا موراها باباها بالطوموبيل، بقيت بوحدي فالقهوة جا عندي واحد الولد طويل و نقي، هاز فيدّو بزطام و سوارت طوموبيل. ابتسم و قالي سميتو أمين، عرض عليّا نتلاقاو فالليل فشي بلاصة محترمة.
قلتلو خصني نمشي دبا ، قالي ماشي مشكل و اعطاني نمرتو.
خرجت من القهوة غاديا لدارنا، غير فت الأحياء النقية و بدا النكّان، فحي السلام، فتّو بشوية بانولي الكرارص و الصهد تزاد على غفلة، بديت نسمع الكلاب كينبحو و ريحة الخضرة و الهراج ديال السوق.. وقفت بلاصتي و فكرّت مزيان، دخلت للتيليبوتيك، كانت واحد المرا جالسة كتحسب الصرف مدهية مسمعتنيش كنقول " آلو أمين، أنا ليلى.. "

الشريط كان طويل، و لكن خمسة الدقايق ديال التدخين سالات، و البرد  ف البالكون دارلي تجميد للذاكرة، غادي ندخل بحالي قبل ما يرجع مول الطوموبيل عوتاني و يدهس الورد ديال الجهة الأخرى.
Eddie pacer 14 feb 2016 

Comments

Popular posts from this blog