النهار اللول ديال القرايا فالنكليز، مشيت للحي الجامعي كندير الإجرائات ديال التسجيل. إدارة الحي اعطاتنا السوارت و قالنا المدير نتبعو السيدة مارغاريث هي اللي غادي تورّينا الغُرَف و تدير بينا جولة فالحي و تجاوبنا على جميع الأسئلة المتعلقة بالإقامة و الحقوق ديالنا مع الواجبات.
كنت انا و صديقي المهدي مغاربة، تعرفّت عليه يامات كنّا كنوجّدو الوراق فالمغرب.
احنا غاديين بثلاتة فالكولوار و كانو البيوت على الجانبين شي محلول شي مسدود، انبهرت بالنظافة و الأرضية ديال الخشب الرفيع، كان الحيط فيه لوحات الزيتية ديال شي شخصيات معرفتهمش، و بقيت كنسترق الشوف من كل شقّة ديال الغُرف و لاحظت أننا غادي نسكنو مع البنات فنفس العمارة و نفس الطابق، وهادي مسألة مكانتش عندنا فالحي ديال قنيطرة، مستحيلة لدرجة أنّ واحد النهار كان معايا صحبي عندو صوت رقيق جاو السيكيريتي كيدّقو يسحابلهم أنّ معايا بنت..
بقيت تابع الآنسة مارغاريث ف الكولوار كنشوف شعرها الرمادي القصير و مشيتها الأنيقة كنتسائل كيفاش امرأة بهاد السّن كتطلع فالدروج بخّفة و كلها حياة.. حسّيت بيّد المهدي قاستني فكتفي، قالي ف وذني بصوت متقطّع بالفرحة: خاي احمد غادي نسكنو مع الدريات النكليزيات!
درت عندو و جاوبتو أنّ الدريات هادوك أوروبيات و لكن ماشي بنات البلاد، هنا كاين غير الأجانب.
وصلنا مع السيدة للبيت ديالنا، فتَحت انا الباب و قالتلنا هنا فين غادي نّعسو و هنا نحطّو الأمتعة ديالنا و هذا الشرجم ها كيفاش نفتحوه ( مع أنّ العالم كامل كيعرف يفتح الشرجم ) كانت باينة فينا الدهشة، الظروف ديال القراية مُتاحة و الزاج ديال الشرجم كيقطر بالشتا ديال سيبتمبر، الضباب قويّ و لكن كيخلّيك تشوف حركة السير المنتظمة فلندن، و الضو ديال المقاهي كيلمع مع الزاج ديال بيتنا الفازك و كأن الشرجم مرصّع بالجوهر.
هكذا كنت متصوّر النكليز و هكذاك لقيتها، كنت مدهوش حيت لقيت راسي تماماً فين كنت باغي نكون.
ولكن المهدي اعتقد كان مدهوش اكثر بسبب البنات و اللي لقيناهم فالكوزينة من بعد ما خرجنا من البيت.
سوّلتنا الآنسة مارغاريث إلى عندنا شي أسئلة قلنا لها لا، و تبعناها للكوزينة لقينا شي ثلاتة دالبنات اسبانيات و معاهم شي إفريقي كيسمعو الموسيقى من اللابتوب و جالسين فواحد الطاولة كيشربو قهوة و كيضحكو على شي موضوع، دخلنا و بقاو هوما كيضحكو و حتى واحد منّهم ما شاف فينا و كأننا أشباح مكنتشافوش، أم الناس هنا بباسطة مكيحضيوش.
أنا فهمت أنه خصني نتعلّم بزاف د الحوايج ثقافيا و لكن المهدي منين كانت الآنسة مارغاريث كتشرحلنا، كان هو كيصّفر شي اغنية باش يثير الانتباه ثم قاس واحد المعلقة بلعاني و طاحت و بدا يدير شي حركات بهلوانية باش يضحّك هادوك البنات.
سولّتنا الآنسة من أي بلد احنا ؟ جاوبتها بابتسامة ' موروكو '. ثم بدات تورّينا: هادي ثلاجة، كنحطّو فيها الماكلة باش تبقا باردة، و من بعد كنسخّنو الماكلة هنا فالميكروهوند و ها كيفاش كيخدم.. و هادا سميتو الفرّان..
فهاديك اللحظة شفت فصاحبي المهدي و شفت هادوك الإسبانيات لقيتهم كيشوفو فينا مستغربين و انا نقول للآنسة مارغاريث: عفوا و لكن احنا فالمغرب راه عندنا الميكروهوند و ثلاجات..

اليوم دازت خمس سنين على هاداك النهار، و البارح تلاقيت المهدي، قالي ان هاديك الجامعة سدّات و الحومة تبدّلات، حكالي على حياتو و كانت عامرة احداث، الزواج و الخدمة و وجهو تبدّل، قالي و انت خاي احمد ؟ قلتلو انا كل يوم كنعيش و كأنني عاد جيت لبارح.. عقلتي نهار الأول فالحي ؟ بقا المهدي كيضحك، جاوبتو أن لكل يوم قصّة.
Eddie pacer 6 nov 2015

Comments

Popular posts from this blog