وقف بينا الكار جنب الطريق، من قبيلة و انا حاضي الشيفور.. بانلي ماشي هو هذاك و كنت عارفو غادي يحبس. بقا
الكار حابس وانا جالس القدّام، وقفت من بلاصتي و طلّيت على الشيفور، كان حاط وجهو على ' عجلة القيادة '  و الدم كيسيل من نيفو و لا فمّو منعرف. اللي عارف هو أنّ الجوقة غادا تجمع دبا و من الأحسن ننزل قبل ما نتخّنق.
 نزلت من الكار شعلت كارّو و عطيت وجهي للغابة،  بديت نسمع المسافرين كيغوّتو " مالو ؟ عطيوه الما بعدّو منّو!.. "
الصداع و الشمس و انا حاس بالدّوخة، دخلت للغابة و سط الربيع و الشوك، بقيت داخل حتى بانلتلي شجرة الصفصاف عالية و مغطّية مساحة كبيرة بالظّل، مشيت تحتها نعست و غمضّت عيني واحد المدّة. كنت باغي نرتاح و لكن بانلي خيال قبالتي، حلّيت عين وحدة شفت الشيفور واقف قدّامي، فتحت عيني مزيان كان عاطييني بالظّهر و كيكمي، وقفت بشوية نفضت يدّي من الحصى و بدّيت نمشي عندو متسلل حتى قرّبت و قصتو من كتفو، دار عندي و كان بلا وجه!
فقت مخلوع و جابتلي الغابة الخوف اكثر، رجعت للطريق و بديت ماشي على الحافة باش ندير اوطوسطوب، شفت موريا بانلي الكار واقف مايل و الناس مجموعة على الشيفور و كاين اللي نزل.
المنظر و كأننا درنا كسيدة مقوّدة، و الحقيقة هي أنّ الشيفور بوحدو رعف و مات، الطريق كاملة و هو كيكحب بزاف و الدم كيسيل من فمّو. مكرهتش كون مات حتى نوصلو للمحطّة على الأقل منلقاش راسي بوحدي فهاد القفار.
بقيت ماشي مسافة كيلوميتر تقريبا و كنلّوح بيدّي للطوموبيلات، كنبان بحال إلى كنقولهم سيرو نيشان، حتى واحد ما بغا يوقف إلّا واحد المرسديس كلاسيك شافني مولاها كان جاي بشوية، زاد نقص من السرعة ثم وقف بعيد، جريت عندو حتى وصلت، هبّط الزاج الكحل و قالي فين غادي أ ولدي ؟ قلتلو قنيطرة عافاك.
طلعت و كان الرّاجل فالخمسينات من عمرو، لابس قاميجة خضرة سخونة و لكن أنيقة، و داير نضاضر مربّعين ديال الشمس خشان بحال ديال أوفقير. ثم ديمارا بالطوموبيل و كان غادي بسرعة قليلة، كيسمع لواحد الطرب غرناطي ثقيييل و الإيقاع ديال الدربوكة كيدّق على أعصابي، المغنّي كيجبّد الكلمات ديال شي شِعر غابر فالقِدم :
و شريبنا و طابت الأنفاااس..
جيتك عشييق من اهل فاس..
إن كنت ندييييم.. إلخ..
مقدرتش نصبر، شفت فالرّجل و قلتلو عافاك عندك الما ؟ أعطاني نشرب و قالّي أش جابك أولدي لنصّ الطريق ياك لباس ؟
جاوبتو و قرعة الما بين سناني: دبا كنت معوّل نتبّحر مع الدرية فالمهدية، مع هاد الوقت اللي ضاع و السرعة اللي غاديين بيها منوصلو حتى للمغرب، هاد الشي إلى ما متّيش عوتاني..
طفا مول الطوموبيل الراديو-كاسيط و قالي: والله أولدي ما سمعتك.
قلتلو لا والو باس أ عمّي غير الشيفور ديال الكار مات.
شي سبعة كيلوميتر و الرجل كيقول يا لطيف يا لطيف يا لطيف.. حتى وصلنا لنيميرو تسعود ( الدخلة ديال قنيطرة ) شفت فيه و عضلات وجهي مرخيّة من التعب، كنت باغي نقتلو و مقدرتش حيت كنت عيّان، ثم ابتسمت لأولّ مرة ديك النهار و قلتلو صافي أ عمّي غير هنايا، أنا غادي ننزل حدى أوطيل عصام.
نزلت و قطعت الشانطي للجهة الأخرى، درت أوطوسطوب نرجع بحالي لسيدي سليمان.
حتى طاح الليل لقيت راسي راكب بوحدي فطاكسي كبير، الشيفور غادي بسرعة و كيعاودلي على الروتين ديال الخدمة.. واحد اللحظة نعّت بيدّو و قالي شوف يا ربّي السلامة شي كار هدا دار كسيدة واقيلة، شفت لقيت نفس الكار ديال الصباح و شي ناس حداه عاد كيديرو أوطوسطوب و كأنهم كيقولولنا سيرو نيشان..
Eddie pacer 12 sep 2015

Comments

  1. Eddie ... man I’m impressed i told u that several times on IG .. and everytime i taste a little bit of ur thoughts and imagination i feel a pure joy

    ReplyDelete

Post a Comment

Popular posts from this blog