تقول آيمي واينهاوس في رائعتها ريهاب : لا أريد الشرب مجددا أنا فقط بحاجة إلى صديق.
و تقول كذلك في نفس الأغنية : سأفقد حبيبي ولذلك أُبقي القنينة دائماً بجانبي..
يقول بوشعيب الزياني في أغنية الروج فالمالا : خلّيوني نسكر نموت و لا نعيش، على صاحبتي اللي ما بغاتنيش.. و أمّا إسفرادسكي فيقول:
لا أشرب الويسكي لأنّي أحبّه ( العُمق )
و طبعا لو كُنت شاعرا أو كاتب أغاني لكان أحدهم الآن يكتب سطاتو عنّي في كون موازي، من يدري..
نعم و بمنطق الأكوان الموازية فقد أكون حاليا أكنس باب أحد القلاع في زمن الخلافة ، لأمبراطورية يهابها العالم..
و قد أكون أنا هو الخليفة مستلقيا على زرابي الأتراك المزركشة ، مُحاطا بالحريم من كل جانب ، نصفهنّ تحت دراعي ، و نصفهنّ الآخر يرقصن نصف عاريات . الجواهر تكسو عنقي و الشعراء يلقون على عظمتي أجمل القصائد ، و في آخر الردهة على البساط يعزف فنّان شامي على العود أعذب المقامات الأندلسية ، و النسيم يحمل بعناية رائحة السوسن ، فتنتعش ذاتي من حدائق القصر.
غير أنّي في ذلك الزمكان ، لم أنتبه أن زركشة الزرابي المفروشة تحت
قدماي ، إنمّا هي في الحقيقة لغة مُشفرّة لا أفهمها ، أُحيكت في ثناياها مؤامرة ضدّي ، سيقطع عازف العود رأسي بعد قليل، بمساعدة الجواري .
و قد أكون أجلس الآن في حانة مظلمة بمدينة نيو يورك أستمتع بموسيقى الجاز مستعينا بحرارة الويسكي ، قبل أن تتقدّم سيدّة أمريكية نحوي و تسأل إن كنت أجلس لوحدي و قبل أن أجيبها..
يضربني سوط على ظهري و يصيح أحدهم من الوراء " أرّرّا ينعل واليدين مّك ! "
فأُدرك أنني لست سوى حِمارا يجرّ عربة تصوّر لوهلة أنه إنسان في نيو يورك..
كل هذا و أكثر فهو وارد و ربما حقيقي،
أنا الآن في سنة 2015، قابع في ركني ب إحدى حانات لندن العتيقة ، غادرت عملي قبل قليل ، أقابل كأسي الخامس، أشرب رشفة و أكتب كلمة.
قد تكون هذه الحقيقة و قد تكون أن كلّ ما وُجد في الكون و باقي الأكوان ليس سوى دماغ في مختبر يتصوّر كل هذا..
fabulous
ReplyDelete